فلنتكلم عن الرسالات ... الرسالات التي وصلتنا عن طريق رسل من عند الله وعلى سبيل المثال رسالة محمد
أتى محمد برسالة من الله لمجتمع قريش ودعاهم للأيمان به كرسول وبرسالته ثم انتقل بدعوته لأجوار مكة حتى مماته
كل الناس الذين أمنوا به انتهت حياتهم بعده بفترة وهذا شيْ طبيعي ... ومر الزمان والرسالة بتبعد الاف السنين وتحولت الرسالة الى مجموعة نصوص يجمعها مصحف وتم الاتفاق عليه بطريقة أو بأخرى . وايضاً سيرة الرسول تحولت لمجموعة روايات شفهية عن لسان مجموعة تروي تاريخه وتاريخ الناس الذين عايشوه واهم الاحداث والاقوال والصفات والافعال ....
وبعد مرور قرون على وفاته هل يمكننا القول أن الايمان والكفر اثناء حياته هم الايمان والكفر في الوقت الحالي ؟
مممم
عندما كان ياتي احد الى الرسول لسؤاله عن موضوع معين كان لديه الفرصة بالتأكد أن الشخص الذي دعاه هو فعلا موجود ( رؤية بصرية ) كان يناقشه ويجادله الى أن يقتنع بالشيْ الذي جاء يحاوره به فيؤمن أو لا يقتنع فيرفض الرسالة ويصبح كافر ويكون امامه امران ان يترك الرسالة والرسول ولا يؤمن ولا يعارض أو يرفض الرسالة ويحارب الرسول .
المهم أن الرسالة في ايام الرسول كانت تتيح ديناميكية عملية الايمان والكفر ويكون تعريف المؤمن والكافر على هذه الاسس .
اما الان
الرسول تحول الى فرضية تاريخية اكثر من انه شخص حقيقي موجود امامنا فعلاً
صحيح ان وجوده المادي يمكننا جزمه وانه كان موجود في يوم من الايام وانه أتى برسالة لكن لا يمكننا أن نجزم انه كان كذا وكذا تحديداً أي لا شكله ولا صفاته ولا اخلاقه ولا كلامه ولا تعاليمه ولا اوامره
ايضاً صحيح انه يوجد نص موروث من ايامه وهناك اجماع على كتابته وتسجيله في فترة حياته ( القران ) زز لكن اي شيء غير ذالك سنكون أمام فرضيات تاريخية .
وفي ايامنا هذه هل يمكننا تصنيف المؤمن والكافر بمحمد الرسول ورسالته وهل يجوز عليه الاسلوب نفسه في التصنيف مثل ذاك الوقت أي ايام الرسول ؟
بديهياً لأ
نحن الان أمام ؟
أناس يقولون انه كان يوجد رسول أتى برسالة من ضمنها القران وهذا الشيء مكتوب وسنة نبوية تتضمن كل اقواله وافعاله وتقريراته التي تداولوها بعده ودونوها بعد مئتي عام تقريباً من وفاتهز
بماذا نكون ملزمين الان ؟
هل نحن ملزمين نصدق هولاء الناس ؟ بس ؟؟؟؟
اكيد لأ
لأنه ربما يجب ان نثبت وجود محمد نفسه في هذه الفترة التاريخية التي تكلموا عنها تحديداً وصحيح انه لا يمكن انكار وجوده من الناحية المادية لكن ايضاً لا يمكن ان يكون الرسول مجرد وجود مادي !
لو عالوجود المادي فالرسول كان موجود .. لكن ايضاً ابو جهل كان موجود اين الفرق ؟
الفرق ان الرسول بالاضافة الى وجوده المادي تنسب اليه احداث تجعل من وجوده المادي وجود مميز يحتاج اثبات أكثر وتحديد أكثر
ينسب له انه أوحي اليه وان رسالته هي من عند الله وان الرسالة التي وصلت اليه هي نفس الرسالة التي نزلت عليه ( القران الكريم )
أما عن سيرته وسنته والاشياء التي انكتبت بعد وفاته فيجب ان نعرف ونتأكد انها جزء من الرسالة كما يقال.
وايضاً يجب السؤال بأنه في حال كانت جزء من الرسالة لماذا لم يكتبها في حياته لتكون دليل قاطع للذين سيؤمنون به بعد وفاته ؟ أم انه كان رسولاً للأحياء في وقته فقط ؟
نعود الى الموضوع الاساسي أن الايمان والكفر لا علاقة لهم لا برسالة ولا برسول ولا باله
وتعود قضية الايمان والكفر الى كلام من الماضي المفروض تصديقه على انه حصل فعلاً في الماضي
وفي حالة الكفر فالكافر بكلام التاريخ عن الرسالة التي هي من الماضي فهو ليس لديه فرصة الا ان يرفض كلام التاريخ ذاك , وفي حال الكلام عن محاربة رسالة تمت وكملت في الماضي غير دقيق لأنها في ايدي الناس وتصل الى الجميع بمعنى اخر انه لا يوجد رسول الان تستطيع الناس ان تمنعه عن توصيل رسالته .
الى هنا نكون وضحنا الفرق التاريخي بين الايمان والكفر
الفرق ناس عاشوا زمن الرسول واناس اتو لاحقا ً فيكون الفرق كبير فلا يمكننا معملة المؤمن والكافر الان على نفس الطريقة التي كانوا يعاملوهم بها ايام الرسول .
ويكون الاخطر وهو الهدف الاساسي من البحث انه ...
هل يجوز اطلاق لفظ كافر على كل منكر للرسالة الان ؟
وهل يجوز اطلاق لفظ مؤمن على كل مؤيد للرسالة الان ؟
هنا يجب ان ننتبه لجوهر عملية الكفر والايمان
هانفترض ان الرسول محمد تلقى رسالة من الله ففي هذه الحالة يكون الرسول متبع الحالة أم مبدع ؟
محمد كان مبدع لأنه اتى بشيء غريب عن مجتمعه فقد اتى بكلام يخالف عقيدة وافكار الناس في زمنه
فايضاً يكون السؤال ما جوهر موقف المؤمن وما هو جوهر موقف الكافر ؟
جوهر موقف المؤمن انه برغم الافكار السائدة لم يحتقر الفكرة الجديدة وسمعها وفكلر فيها بعقله وقلبه وجوارحه واقتنع بها وامن بها برغم انه خالف السائد
اما جوهر موقف الكافر كان انه لم يفكر لانه اعتبر ان السائد هو الصحيح او لانه لم يكن مستعد للتضحية باستقرار الوضع الذي يعيشه مقابل مغامرة مع فكرة جديدة ايضاً من جوهر موقف الكافر انه يجد الفكرة الجديدة سبب لسحب السيادة والسلطة من ايديه ويفقد السيطرة على الناس ومفاهيمهم فتكون الفكرة الجديدة بمثابة تهديد مباشر لمصالحه فتعطيه السباب لمحاربتها ايضاً ليس فقط كرهها
فهل يمكننا الان القول ان من يدّعون الايمان وخاصة رجال الدين يحققون جوهر عملية الايمان ؟
وهل الذين يرميهم رجال الدين بالكفر والالحاد الان يحققون جوهر عملية الكفر ؟
واذا دخلنا في اجواء مجتمعنا مثلاً
كل واحد فينا ورث من تاريخ قديم رسالة يقول كل من حولك انها صحيحة وانها من عند الله
فعندما تؤمن بها وانت لم تتأكد من صحة الكلام ان كان كلام الله فعلاً وان محمد كان رسول وبلغ هذه الرسالة .
فلو حتى قال رجال الدين عنك انك مؤمن فأنت تطبق عليك اليات الكافر وهو من اتباع السائد دون اقتناع عقلي
ولو حتى رفضت ان تصدق الموروث وانت لم تفكر به بعقلك وقلبك وكيانك فلو قالوا عنك رجال الدين كافر وملحد , لكن الحقيقة سوف تكون انك تتعامل مع الفكرة على انها شيء محتاج اقتناع مش مجرد اقناع
لماذا يكون هذا الكلام خطير مع انه بديهي ؟
لاننا نسمح لرجال الدين والمجتمع ايضاً بمحاصرتنا ووضعنا في خانة الكفر والالحاد وكأن التفكير جريمة نبعدها عن انفسنا وكاننا لسنا احراراً في استخدام عقولنا لقبول او رفض اي فكرة لمجرد انها سائدة وهناك اجماع عليها .
اتّبعوا تاريخ لم يقرأوه ولم يفهموه ولم يتكبدوا عناء نقده وتحليله وحتى من قرأه وحلله تكتم عليه للبقاء على فرض سيطرته بالمفاهيم المغلوطة والفكار الخرافية .
ممكن تغلط في التفكير والتحليل وتوصل لاراء خطأ .... لكنك على الطريق الصحيح لأنك انسان .. لأنك سيد الكون بعقلك الذي تملكه وأن يخاف منك الجامد المتحجر الذي لم يستخدم عقله الا في التفكير كيق يحتال على الله ليفعل كل ما يظلم به الناس تحت غطاء الشرع والدين
No comments:
Post a Comment